بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مسجد السيدة زينب بالقاهرة **
مسجد السيدة زينب بالقاهرة هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر وينسب إلى السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء بنت النبي صلي الله عليه وسلم ويقع مسجد وضريح السيدة زينب في حي السيدة زينب العريق بالقاهرة حيث أخذ الحي إسمه من صاحبة المقام الموجود في داخل المسجد وهو يتوسط الحي ويعرف الميدان المقابل للمسجد أيضا بميدان السيدة زينب ويعتبر الحي الذي يقع فيه المسجد من أشهر وأقدم الأحياء الشعبية بالقاهرة حيث يكتظ بالمقاهي ومطاعم الأكلات الشعبية وقد إعتاد أهل القاهرة خصوصا في شهر رمضان المعظم الذهاب إلى مقاهي هذا الحي وتناول وجبات الإفطار والسحور هناك …..
ومن أشهر معالم هذا الحي بجوار مسجد السيدة زينب أيضا شارع زين العابدين وهو شارع موازي للمسجد ويعد من أكبر الشوارع التجارية في القاهرة وأيضا شارع بورسعيد حاليا أو الخليج المصرى سابقا والذى يعد من أكبر شوارع القاهرة طولا حيث يبدأ من مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية حتي يصل إلي ميدان فم الخليج بالقاهرة ويمتد إلي ميدان باب الخلق مرورا بحي السيدة زينب ثم يمتد إلى ميدان باب الشعرية شمالا والمشهور أن المسجد مبني فوق قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين أحفاد النبي الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حيث يروي بعض المؤرخين أن السيدة زينب قد رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء الشهيرة في شهر المحرم عام 61 هجرية والمعروفة أيضا بموقعة الطف ببضعة أشهر بعد مقتل أخيها الإمام الحسين وأبنائه وأهل بيته ونفر من أصحابه ومؤيديه في بداية عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثاني خلفاء الدولة الاموية فيما عدا أصغر أبنائه علي زين العابدين والذى إصطحبته معها السيدة زينب إلي مصر واستقرا بها 9 أشهر ثم ماتت ودفنت حيث المشهد الآن فهو إذن مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب ويعتبره الكثيرون من أهم المزارات الإسلامية بمصر والأمانة تقتضي أن نذكر أن هناك رأى مخالف فالبعض الآخر يؤكد أن السيدة زينب لم تصل إلى مصر أبدا وأن صاحبة المقام هى زينب بنت يحيى المتوج بن حسن الأنور بن زيد بن الحسين بن على بن أبى طالب بينما يرى الإمام المقريزى إنها زينب بنت أحمد بن جعفر بن الحنفية وهذا الأخير إبن الإمام علي من زوجته التي تنتسب إلي بني حنيفة وعلى الرغم من هذه الإختلافات إلا أن أول تأكيد على أنها السيدة زينب إبنة الإمام على عندما جاء الخليفة العزيز بالله الفاطمى سنة 369هـ إلي حكم مصر ومن المعروف أن الفاطميين قد بالغوا فى الإهتمام بمقامات أهل البيت وأكدوا إنتقالهم إلى مصر والإقامة بها وأنهم ماتوا ودفنوا في أرضها للتأكيد على معلومات وأحداث تاريخية شكك فيها العباسيون …..
وعن تاريخ المسجد فللأسف لا يعرف على وجه التحديد متى تم إنشاؤه أعلى قبر السيدة زينب فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن والى مصر العثماني على باشا قام سنة 951 هـ / 1547م بتجديد المسجد ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1171 هـ / 1768م وفى عام 1940م وفي عهد الملك فاروق قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا وبالتالي فالمسجد ليس مسجل كأثر تاريخي إسلامي وكان المسجد وقتها يتكون من سبع أروقة موازية لجدار القبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة وفى الجهة المقابلة لجدار القبلة يوجد ضريح السيدة زينب رضي الله عنها محاط بسياج من النحاس الأصفر ويعلوه قبة شامخة وفى عام 1969م وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر قامت وزارة الأوقاف بمضاعفة مساحة المسجد وتجديده وتطويره تجديدا وتطويرا شاملا …..
ويحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها ويعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان ومسجد السيدة زينب وتقام الزينات والإحتفالات الضخمة بهذه المناسبة ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة أيام وقد جاء ذكر مسجد السيدة زينب في رواية الروائي المصري المشهور يحيى حقي قنديل أم هاشم وأم هاشم هي كنية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب حيث تلقب بعقيلة بني هاشم وهم قوم النبي صلي الله عليه وسلم في قبيلة قريش بمكة المكرمة وتحدثنا الرواية عن شاب ريفي جاء في صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة وسكنوا بالقرب من مشهد السيدة زينب ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرضي العيون عند أهالي الحي فأكثرهم كانوا يعالجون عن طريق إستخدام زيت القنديل الذي كان يشعل داخل المشهد وفوق ضريح السيدة زينب وللرواية معاني كثيرة ولكنها توضح مكانة هذا المسجد حتى أن الأهالي كانوا يتباركون بالزيت المستخدم في إضاءة القنديل المتواجد فوق قبرها …..